يساهم معلم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة مساهمة كبيرة وله تأثيرٌ فعّال في اللعب داخل الصف, إذ أنه يقوم بتسهيل عملية اللعب, وذلك عن طريق تهيئة بيئة ملائمة للعب الداخلي أو الخارجي, وتوفير الأمان بالتأكيد هو الاهتمام الأول, ويؤخذ في الاعتبار مستوى العمر وحالة النمو؛ كل هذه يجب أن تراعى في عملية تصميم واختيار أدوات اللعب.
إذ يجب أن تعرف تعليمات الاستخدام لهذه الأدوات, كما يجب أن تكون تدابير الأمان لمعدات اللعب معروفة, وينبغي أن تكون هذه الأدوات ملائمة لبيئة اللعب الخارجي و متوفرة
ويُسهل المعلمون اللعب بالعمل مع الأطفال لتطوير قوانين الأمان للعب الداخلي واللعب الخارجي, فالنقاش حول الاستخدام المناسب للأدوات وحول تدابير الأمان للمشاركين على كل جهاز من أجهزة اللعب, ذلك عن طريق أخذ الأدوار بتنظيف وتطهير الأدوات, فهذا الأمر يقدم للأطفال المعلومات ليبدعوا أنشطة لعب جديدة ومبتكرة.
وتحتاج هذه المناقشات للاستمرار والتواصل لأن بعض الأطفال قد يحتاجون إلى تذكيرٍ دائمٍ حول قوانين اللعبة والجهاز المستخدم في هذه اللعبة, ولأن مواقفَ جديدةً قد تطرأ أثناء اللعب.
بتقديم وتوفير أدوات لعبٍ تُناسبُ موضوعَ اللعبِ, يستطيعُ معلمو هذه المرحلة المبكرة من مراحل الطفولة التأسيس لحلقات ربطٍ بين اللعب الداخلي واللعب الخارجي وبين برامج مناهجهم الدراسيّة.
ويمكن للأدوات الموضوعية للعب المثير أن تكون في مراكز اللعب, أو قد تخزن في صناديق وتنقلُ خارجاً كي تُحسّنَ مستوى اللعب
إنَّ بيئةَ اللعبِ الخارجي يُمْكنُ أنْ تشجِعَ الأطفالَ كي يستطلعوا إمكانية استخدام الأوراق والحصى والأغصان في إنتاج ألعابهم ثلاثية الأبعاد.
ومن الممكن نقل حوامل اللوحات والطاولات الصغيرة و تحمـل بشكل دوري إلى الخـارج كي تستخدم من قبل الأطفال أثناء فترة اللعب الخارجي, وأخيراً يمكن الاستعانةُ بمجموعةِ كتبٍ تخزَّنُ وتوضعُ في عربةٍ صغيرةٍ يسهلُ جرُّها إلى الخارج, كي تساهمَ أيضاً في إثراءِ بيئةَ اللعبِ الخارجي ويتسنى للأطفال الاستفادة منها خلال اللعب, مما يجعل هذا اللعبَ أكثرَ حيويةً ونشاطاً وذلك حين نقدّمُ للأطفال حاجاتٍ بديلةٍ.
من أجل الاستحواذ على مساعدة لعبٍ أكثر, ينبغي على المعلمين أن يلاحظوا ويراقبوا الأطفال مباشرةً أثناء فترات اللعب, ليس فقط من أجل التقييم كما ذكرنا سابقاً, ولكن أيضاً لتسهيل التفاعلات الاجتماعية
ومن المهم جداً أن يكون الأطفال صانعي قرار أثناء فترات اللعب, فاختيار ماذا نريد أن نلعب وأين نلعب مسألةٌ في غاية الأهمية, ومن المهم أيضاً أن نحدد الأدوار لكل لاعب, وكذلك اختيار طريقة مواصلة اللعب.
يحتاج بعض الأطفال لمساعدة من هم أكبر سناً -أي البالغين- في عملية اللعب أحياناً كالانضمام إلى مجموعة اللعب المناسبة, أو تعديل السلوك الممارس أثناء اللعب, أو التفاوض لحل مسائل الخلاف التي قد تحدث خلال فترات اللعب. إذن الملاحظة الدقيقة ستساعد المعلم على تحديد وقت المساعدة وشكل هذه المساعدة.
على الرغم من أن تعريف مفهوم اللعب صعبٌ, يبقى التعرّفُ عليه أمراً سهلاً جدا فالأطفالُ المشاركون في نشاطٍ حيويٍّ وبشكلٍ حيويٍّ أثناءَ اللعبِ, يمكن أنْ يكونوا منشغلين بأنشطة متنوعة بشكل مستقل أو مع شريك أو ضمن مجموعة, ولأن اللعب مرتبط بشكل وثيق بالنمو العاطفي والاجتماعي والمعرفي للأطفال الصغار؛ فهو جزءٌ مهم من البرامج المدرسية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
ويمكن أن نعرف اللعب بأنه ذلك النشاط الموجه الذى يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية، ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية؛وأسلوب التعلم باللعب هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية.